الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- هي تعظيم للنبي في الدنيا برفع ذكره وإظهار دينه وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بتشفيعه أمته وإبداء فضيلته بالمقام المحمود،[١] فهي من العبادات العظيمة التي يتعبد فيها المسلم امتثالاً لأمر الله عزّ وجلّ، قال تعالى: (إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)،[٢] والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الأذكار المهمة التي يلزمها المسلم ليلاً ونهاراً، فهي سببٌ لثناء الله عزّ وجلّ على عبده في الملأ الأعلى، وسببٌ لتنزّل الرحمات ورفع الدرجات،[٣] قال صلى الله عليه وسلم: (فإنَّه مَن صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عليه بها عَشْرًا).[٤]


كيف ألتزم الصلاة على النبيّ؟

الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم أمرها عظيم وثوابها جزيل، ومما يعين المسلم على المداومة عليها عدة أمور، بيان بعض منها كما يلي:


معرفة فضلها وعظيم أجرها وثوابها

الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من العبادات اليسيرة ذات الأجر العظيم، فهي من أجلّ الأذكار التي يلزمها المسلم في ليله ونهاره، وهي دليل محبة العبد لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فصلاة العبد تَصِل النبي عليه الصلاة والسلام،[٥] كما جاء في الحديث: (وصَلُّوا عَلَيَّ ، فإنَّ صلاتَكم تَبْلُغُني حيثُ كنتم)،[٦] والصلاة على الرسول الكريم سبب لغفران الذنوب وكفاية الهموم،[٧] كما ورد في الحديث: (قلتُ أجعلُ لكَ صلاتي كلَّها قال : إذًا تُكْفَى همَّكَ ويغفرْ لكَ ذنبُكَ)،[٨] وغيرها من الفضائل الكثيرة، فإذا عرف العبد فضل الصلاة على النبي بذل جهده في الإكثار منها والالتزام في ترديدها.


القراءة في السيرة النبوية العطرة

إن الإكثار من القراءة في السيرة النبوية يزيد قدر النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه في قلب العبد ويزداد حبّه له، وبالتالي يُكثِر من ذكره والصلاة عليه، فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من علامات حبّ العبد وتوقيره لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، والإيمان به.[٩]


تعليم أهل البيت وتذكيرهم بالصلاة على النبي

مما يعين أيضاً على ملازمة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تعليمها للزوجة والأولاد وغيرهم من أهل البيت، وبيان فضلها وعظيم أجرها لهم، وأن يوصيهم بأن يذكّر بعضهم بعضاً بالصلاة على النبي، فينالوا الأجر العظيم وتحل عليهم البركات.[١٠]


الصحبة الصالحة

التي يتعاون أفرادها على الخير، ويذكّر بعضهم بعضاً ويتناصحون فيما بينهم في الإكثار من الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، ويتنافسون فيما بينهم من باب التشجيع والتعاون على الخير، وتقوية الهمة والعزيمة على الالتزام بكل ما هو خير في الدنيا والآخرة.


التطبيقات الذكية المعاصرة

ومما يعين أيضاً في وقتنا الحاضر استغلال تطبيقات الهواتف الذكية التي تذكّر المسلم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، واستغلال مجموعات وسائل التواصل الاجتماعي لتذكير النفس وتذكير الآخرين بالصلاة على النبي الأمين عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم.


أفضل صيغ الصلاة على النبي

صيغ الصلاة على النبي متعددة، لكن الأفضل والأكمل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث منها: (إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ عَلَيْنَا، فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللَّهِ، قدْ عَلِمْنَا كيفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكَ، فَكيفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قالَ: فَقُولوا: اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).[١١]


المراجع

  1. عبد المحسن العباد، فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وبيان معناها وكيفيتها، صفحة 12. بتصرّف.
  2. سورة الأحزاب، آية:56
  3. عبد المحسن العياد، فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وبيان معناها، صفحة 25. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:384، صحيح.
  5. حسين عبد القادر، "كنوز وأجور الصلاة على النبي"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 18/12/2021.
  6. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:7226، صحيح.
  7. "توضيحات حول حديث(إذاً تكفى همك ويغفر ذنبك)"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 18/12/2021. بتصرّف.
  8. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي بن كعب، الصفحة أو الرقم:2457، حسن صحيح.
  9. "كنوز وأجور الصلاة على النبي"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 18/12/2021. بتصرّف.
  10. "ماهي الوسائل التي تعين على تذكر الأذكار"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 21/12/2021.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم:4797، صحيح.