ما هو الذكر المضاعف؟

ذُكرت صيغ الأذكار المضاعفة في عدّة أحاديث نبويةٍ شريفة بأكثر من صيغةٍ، وبعضها أثبت وأصحّ من بعض، وهي أعظم ثناءً من الذكر المفرد، وقد استحبّ بعض أهل العلم أن ينوّع المسلم في الذكر بينها، ونذكر صيغ الأذكار المضاعفة التي صحّ إسنادها فيما يأتي:[١]



  • (سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ). [أخرجه مسلم]





  • (سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، سُبْحَانَ اللهِ رِضَا نَفْسِهِ، سُبْحَانَ اللهِ زِنَةَ عَرْشِهِ، سُبْحَانَ اللهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ). [أخرجه مسلم]





  • (سُبحانَ اللَّهِ عددَ خلقِهِ، سُبحانَ اللهِ عددَ خلقِهِ، سبحانَ اللهِ عددَ خَلقِهِ، سُبحانَ اللهِ رِضا نفسِهِ، سُبحانَ اللهِ رِضا نفسِهِ، سُبحانَ اللهِ رِضا نفسِهِ، سُبحانَ اللهِ زِنةَ عرشِهِ، سُبحانَ اللهِ زِنةَ عرشِهِ، سُبحانَ اللهِ زِنةَ عرشِهِ، سُبحانَ اللهِ مِدادَ كلماتِهِ، سُبحانَ اللهِ مدادَ كلماتِهِ، سُبحانَ اللَّهِ مدادَ كلماتِهِ). [أخرجه النسائي، وصححه الألباني]





  • (سُبحانَ اللهِ عَدَدَ ما خَلَقَ في السَّماءِ، سُبحانَ اللهِ عَدَدَ ما خَلَقَ في الأرضِ، سُبحانَ اللهِ عَدَدَ ما بيْنَ ذلك، وسُبحانَ اللهِ عَدَدَ ما هو خالِقٌ، اللهُ أكبرُ مِثلُ ذلك، والحمدُ للهِ مثلُ ذلك، ولا إلَهَ إلَّا اللهُ مثلُ ذلك، ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ مثلُ ذلك). [أخرجه الحاكم، صحيح الإسناد]





  • (سُبحانَ اللَّهِ عَددَ ما خلقَ، وسُبحانَ اللَّهِ مِلءَ ما خلقَ، وسبحانَ اللَّهِ عددَ ما في الأرضِ والسَّماءِ، وسبحانَ اللَّهِ مِلءَ ما في الأرضِ والسَّماءِ، وسُبحانَ اللَّهِ عددَ ما أحصَى كتابُهُ، وسبحانَ اللَّهِ عددَ كلِّ شيءٍ، وسبحانَ اللَّهِ ملءَ كلِّ شيءٍ، وتقولُ الحَمدُ مثلَ ذلِكَ). [أخرجه ابن خزيمة في صحيحه]





  • (الحمدُ للهِ عَدَدَ ما خَلَقَ، والحمدُ للهِ مِلءَ ما خَلَقَ، والحمدُ للهِ عَدَدَ ما في السَّمواتِ والأرضِ، والحمدُ للهِ عَدَدَ ما أَحصى كتابُهُ، والحمدُ للهِ عَدَدَ كُلِّ شيءٍ، وسُبحانَ اللهِ مِثلُهُنَّ). [أخرجه الحاكم، صحيح على شرط الشيخين]




ما جاء في فضل بعض الأذكار المضاعفة

صرّح النبي -صلى الله عليه وسلم- في عدّة أحاديث بأفضلية الأذكار المضاعفة على غيرها، وبيّن أنّ أجر بعضها أعظم من ذِكر الليل والنهار، ونذكر موطن الشاهد في التصريح بأفضلية الذكر المضاعف على غيره فيما يأتي:



  • عن أم المؤمنين جويرية -رضي الله عنها-: (أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ خَرَجَ مِن عِندِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهي في مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى وَهي جَالِسَةٌ، فَقالَ: ما زِلْتِ علَى الحَالِ الَّتي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟ قالَتْ: نَعَمْ، قالَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: لقَدْ قُلتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لو وُزِنَتْ بما قُلْتِ مُنْذُ اليَومِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ). [أخرجه مسلم]





  • عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-: (أنَّه دَخَلَ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على امرأةٍ وبيْنَ يدَيْها نَوًى –أوْ: حَصًى- تُسبِّحُ، فقالَ: أُخبِرُكِ بما هو أَيْسرُ عليكِ مِن هذا وأَفضلُ؟ قُولي: سُبحانَ اللهِ عَدَدَ ما خَلَقَ في السَّماءِ...). [أخرجه الحاكم، صحيح الإسناد]





  • عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه-: (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ مرَّ بِهِ وَهوَ يحرِّكُ شفتيهِ، فقالَ: ماذا تقولُ يا أبا أمامةَ؟ قالَ: أذكرُ ربِّي قالَ: أفلا أخبرُكَ بأَكْثرَ -أو أفضلَ- مِن ذِكْرِكَ اللَّيلَ معَ النَّهارِ، والنَّهارَ معَ اللَّيلِ؟ أن تقولَ: سُبحانَ اللَّهِ عَددَ ما خلقَ، وسُبحانَ اللَّهِ مِلءَ ما خلقَ...). [أخرجه ابن خزيمة في صحيحه]




أقوال أهل العلم في فضل الذكر المضاعف

تحدّث أهل العلم في كتبهم عن بيان فضل الذكر المضاعف، وخاصة الحديث الذي أخرجه المسلم، والذي جاء فيه قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (... لو وُزِنَتْ بما قُلْتِ مُنْذُ اليَومِ لَوَزَنَتْهُنَّ...)، ومن أبرز مَن بيّن فضل ذلك القاري وابن القيم -رحمهما الله-، وننقل أقوالهم فيما يأتي:[٢][٣]



  • قال الملا القاري: "(لَوَزَنَتْهُنَّ) أَيْ: لَتَرَجَّحَتْ تِلْكَ الْكَلِمَاتُ عَلَى جَمِيعِ أَذْكَارِكِ، وَزَادَتْ عَلَيْهِنَّ فِي الْأَجْرِ وَالثَّوَابِ... أَوْ سَاوَتْهُنَّ أَوْ غَلَبَتْهُنَّ"، ثمّ قال: "... وَفِيهِ تَنْبِيهٌ عَلَى أَنَّهَا كَلِمَاتٌ كَثِيرَةُ الْمَعْنَى لَوْ قُوبِلَتْ بِمَا قُلْتِ لَسَاوَتْهُنَّ".





  • قال ابن القيم: "وَهَذَا يُسَمَّى الذِّكْرَ الْمُضَاعَفَ وَهُوَ أَعْظَمُ ثَنَاءً مِنَ الذِّكْرِ الْمُفْرَدِ؛ فَلِهَذَا كَانَ أَفْضَلَ مِنْهُ، وَهَذَا إِنَّمَا يَظْهَرُ فِي مَعْرِفَةِ هَذَا الذِّكْرِ وَفِهْمِهِ،... فَتَضَمَّنَ الإخبار عن تنزيهه الرَّبِّ وَتَعْظِيمِهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ هَذَا الْعَدَدَ الْعَظِيمَ الَّذِي لا يَبْلُغُهُ الْعَادُونَ، وَلا يَحْصِيهِ الْمُحْصُونَ،... وأَخْبَرَ أَنَّ مَا يَسْتَحِقُّهُ الرَّبُّ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- مِنَ التَّسْبِيحِ هُوَ تَسْبِيحٌ يَبْلُغُ هَذَا العدد الذي لو كَانَ فِي الْعَدَدِ مَا يَزِيدُ لِذِكْرِهِ، فَإِنَّ تَجَدُّدَ الْمَخْلُوقَاتِ لا يَنْتَهِي عَدَدًا، وَلا يُحْصَى الْحَاضِرُ...".



المراجع

  1. "فضل الذكر المضاعف"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 3/4/2023. بتصرّف.
  2. الملا على القاري، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، صفحة 1595، جزء 4.
  3. ابن القيم، المنار المنيف في الصحيح والضعيف، صفحة 35.