أذكار العمرة
أذكار وأدعية العمرة منها ما هو مأثور عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وجاءت في مواطن متعدّدة في مناسك العمرة، ومنها ما هو مشروع؛ بمعنى أنّه يُشرع للمسلم أنْ يتخيّر ما شاء من الأذكار والأدعية، حيث إنّ باب الذّكر واسع، ولكنْ على المعتمر أنْ يتنبّه إلى أنّ الأذكار المشتهرة على ألسنة المعتمرين التي اجتهد بتأليفها وجمعها بعض أهل العلم لا يترتّب على عدم الالتزام بحرفيّتها أو مواطن الدّعاء بها أثر من حيث صحة النّسك.
ويمكن للمسلم أنْ يذكر ربّه -سبحانه- ويدعوه بما يفتح الله -تعالى- عليه من سائر الأذكار والأدعية المشروعة.
أذكار العمرة المأثورة
- التلبية عند الإحرام من الميقات: (لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ، لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الحَمْدَ، وَالنِّعْمَةَ، لكَ وَالْمُلْكَ، لا شَرِيكَ لَكَ). [أخرجه مسلم عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما]
- التكبير عند بداية كل شوط في الطواف: (طَافَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بالبَيْتِ علَى بَعِيرٍ، كُلَّما أَتَى الرُّكْنَ أَشَارَ إلَيْهِ بشيءٍ كانَ عِنْدَهُ وكَبَّرَ). [أخرجه البخاري عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-]
- الدعاء ما بين الركن اليماني والحجر الأسود: عن عبد الله بن السائب -رضي الله عنه- قال: (سمِعتُ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يقولُ ما بين الرُّكنينِ: "رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"). [أخرجه أبو داود بإسناد حسن]
- قبل الصعود على الصفا: صح عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- في وصف حجّة النبي -عليه الصلاة والسلام- قوله: (... ثُمَّ خَرَجَ مِنَ البَابِ إلى الصَّفَا، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الصَّفَا قَرَأَ: "إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ"). [أخرجه مسلم]
- بعد الصعود على الصفا: يقول جابر -رضي الله عنه-: (... حتَّى رَأَى البَيْتَ فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، فَوَحَّدَ اللَّهَ وَكَبَّرَهُ، وَقالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهو علَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ، ثُمَّ دَعَا بيْنَ ذلكَ، قالَ مِثْلَ هذا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ). [أخرجه مسلم]
- عند الصعود إلى المروة: يقول مثل ما قال على الصفا دون ذكره للآية قبل الصعود.
أذكار العمرة المشروعة
- الدّعاء إذا وصل الحرم: اللَّهُمَّ هَذَا حرمُك وأمْنُكَ فحرِّمني على النارِ، وأمنِّي مِن عَذَابِكَ يَومَ تَبْعَثُ عِبادَكَ، وَاجْعَلْنِي مِن أولِيائِك وَأهْلِ طَاعَتِكَ؛ ويدعُو بما أحب.
- الدّعاء عند رؤية الكعبة: اللَّهُمَّ زِدْ هَذَا البَيْتَ تَشْريفاً وَتَعْظِيماً وَتَكْرِيماً وَمَهَابَةً، وَزِدْ مِن شَرَّفَهُ، وكرّمه وعظّمه مِمَّنْ حَجَّه أو اعْتَمَرَه تَشْرِيفاً وَتَكْرِيماً وَتَعْظِيماً وَبِرّاً.
- يدعو أثناء الطّواف بما أحبّ من أمر دين ودُنياه، ويدعو لنفسه ولغيره، ولو دعا واحدٌ وأمّن على دُعائه جماعةٌ ممّن معه فحسنٌ، ومن ذلك الدعاء بالقول: اللَّهُمَّ أَنَا عبدُك وَابْنُ عبدكَ، أتيتُك بذُنُوب كثيرةٍ، وأعْمالٍ سَيِّئَةٍ، وَهَذَا مَقَامُ العائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ، فاغْفِرْ لي، إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرحيم.
- يقرأ ما تيسّر من آيات القرآن الكريم.
- يردّد أذكار الصباح إن كان طوافه صباحاً، ويردّد أذكار المساء إنْ كان طوافه مساءً.
الدّعاء عند باب الكعبة: اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ حَمْداً يُوَافِي نعمك، ويكافئ مَزِيدَكَ، أحْمَدُكَ بِجَمِيعِ مَحَامِدِكَ ما علمتُ مِنْهَا وَمَا لَمْ أَعْلَمْ على جَمِيعِ نِعَمِكَ ما عَلِمْتُ مِنْها وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَعَلى كُلّ حالٍ؛ اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ على محمدٍ وَعَلى آلِ محمدٍ؛ اللَّهُمَّ أعِذنِي مِنَ الشيطانِ الرَّجِيمِ، وأَعِذْني مِنْ كُلِّ سوءٍ، وقَنِّعْنِّي بِمَا رَزَقْتَنِي، وَبَارِكْ لِي فِيهِ؛ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَكْرَمِ وَفْدِكَ عَلَيْكَ، وألْزِمْنِي سَبِيلَ الاسْتِقَامَةِ حتَّى ألْقاكَ يا رب العالمين. ثم يدعو بما أحب
- الدعاء بين الصفا والمروة: اللَّهُ أكبرُ، اللَّهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ، لا إِله إلا الله اللَّهُ أكْبَرُ على ما هَدَانا، والحمدُ لِلَّه على ما أولانا، لا إِلهَ إلا الله وحده لا شَريكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ يُحْيِي ويميتُ، بِيَدِهِ الخيرُ، وَهُوَ على كُلّ شَيْءٍ قديرٌ، لا إِلهَ إِلاَّ الله وحده لا شريك له، أنجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عبدهُ، وهزمَ الأحزابَ وحدهُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَلا نعبد إلا إياه، مُخلصين له الدين ولو كره الكافرون. ثم يدعو بما أحب من أمر الدين والدنيا.
وقد ذكر أهل العلم أنّه يحسُن بالمسلم أنْ يجمع بين الأذكار المأثورة والدعوات المشروعة وقراءة ما تيسّر من آيات القرآن الكريم.[١]
المراجع
- ↑ النووي، كتاب الأذكار، صفحة 341. بتصرّف.