إنّ الصلاة على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من أَجَلّ الذكر، حثّ الله -سبحانه وتعالى- عليه، وقام وملائكته به، كما جاء في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)،[١] وللصلاة على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- صيغٌ عديدةٌ، وآتيًا حديثٌ عن إحدى هذه الصيغ، وهي: الصلاة الإبراهيميّة.


الصلاة الإبراهيمية

صيغ الصلاة الإبراهيمية

إنّ الصلاة الإبراهيميّة إحدى صيغ الصلاة على النبيّ الواردة عنه -عليه الصلاة والسلام-، وقد وردت الصلاة الإبراهيمية في رواياتٍ عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بصيغٍ متقاربةٍ جدًّا في ألفاظها، ومنها:[٢]

  • ما أخرجه الإمام البخاري عن كعب بن عجرة -رضي الله عنه-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أجاب حين سُئل عن كيفية الصلاة عليه: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).[٣]
  • ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي مسعود عقبة بن عمرو -رضي الله عنه-، عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ وبَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ في العَالَمِينَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).[٤]


معنى الصلاة الإبراهيمية وموضعها في الصلاة

تُقال الصلاة الإبراهيميّة في الركعة الأخيرة من الصلاة، بعد التشهّد الأخير وقبل السلام، أمّا عن معناها والمراد بقولنا فيها: "اللهمّ صل على محمدٍ"؛ فمن العلماء من قال إنّ معنى الصلاة هنا: الدعاء بالرحمة، ومنهم من قال إنّ معنى: "اللهمّ صل على محمد"؛ أي سؤالٌ لله -تعالى- بأن يذكر نبيّه عنده في الملأ الأعلى بين ملائكته، وتتضمّن الصلاة الإبراهيميّة الدعاء بالبركة للنبيّ -عليه الصلاة والسلام- ولآل بيته، كما أكرم -سبحانه وتعالى- إبراهيم وآل بيته بالرحمة والبركة، وذلك في قوله تعالى: (رَحمَتُ اللَّـهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيكُم أَهلَ البَيتِ إِنَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ).[٥][٦]


فضل الصلاة الإبراهيمية والصلاة على النبي

الصلاة الإبراهيميَّة أفضل وأكمل صيغ الصلاة على النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وإنّ للصلاة على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بأي صيغةٍ كانت فضلًا عظيمًا، ومن فضائل وثمرات الصلاة على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- ما يأتي:[٧]

  • يُثني الله -سبحانه وتعالى- ويذكر في الملأ الأعلى عبده الذي يصلي على النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (مَن صَلَّى عَلَيَّ واحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عليه عَشْرًا).[٨]
  • أكثر الناس صلاةً على النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، هم أحقّهم بشفاعته، وأقربهم منه مجلسًا يوم القيامة؛ لما رواه عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (إنَّ أولى الناسِ بِي يومَ القيامةِ أكثرُهمْ عليَّ صلاةً).[٩]


المراجع

  1. سورة الأحزاب، آية:56
  2. "تعدد صيغ الصلاة الإبراهيمية"، إسلام ويب، 17/6/2020، اطّلع عليه بتاريخ 4/10/2022. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب عجرة، الصفحة أو الرقم:3370، حديث صحيح.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي مسعود عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم:405، حديث صحيح.
  5. سورة هود، آية:73
  6. ابن جبرين، شرح عمدة الأحكام، صفحة 11. بتصرّف.
  7. عبد المحسن العباد، الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فضلها وكيفيتها، صفحة 54-55. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:408، حديث صحيح.
  9. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2243، حديث صحيح.